أوديستي هي ليست رواية تقرأ مرة وتوضع على الرف بين أخوتها من الكتب، إنما هي مفاعلٌ حسيٌ نشطٌ يمد حامليه بمشاعر مفعمة وتقرب له وجع الكلمة كأنه في أعضائه ظاهرٌ في أطرافه. وهي أيضا ترياق قلوب لمن شغلت حياته هموم يومه ومقاومة صخب الحياة بين إرهاق نفسي دائم مزمن وأحجام الواقع الصخري لأحلامنا أو العمل عليها....هي أيضا له فسحة تخرجه من ضجيج وفوضوية وعلها رتابة الروتين القاتل حتى لو كانت ساعات قراءتها و ساعة ما بعد قراءتها. أوديستي هي وجعي ووجع الماضي أفضحه اليوم، عله يكون مواسياً لمن له رذاذ كوجعي ليرسم له الأمل في مرمى بصره حيناً و يثبت جذوره ويوطد خطاه آخر. أوديستي ليست طفلي الوحيد المدلل، وليست حجب أمي على صدري يحرسني من السمراء والقمراء، إنما هي أنصافٌ لمن تاه في موج الحياة وتغرّب عنه حسه، وخطابٌ روحيٌ في وقت يُستهجن فيه حديث الروح، وكأنه خروج عن العرف وعلى القانون. هذه هي فضيحتي، معاناتي، هذه هي أوديستي.

0 Comments:
شكرا لك على التعليق ... دمتم بود (أحمد العمري)